HOME
  • Timeline in history
    • Timeline - Eritrea
    • TIMELINE - MANITOBA
  • Author Resources
    • Articles
    • Author Reflections
  • عربي
    • خواطر المؤلف
    • مقالات
    • محطات تاريخية إريترية

المقالات

صفحات من التاريخ العلمي لإريتريا

5/5/2025

0 Comments

 
Picture
 بقلم: إسماعيل إبراهيم المختار
رحل في الأشهر القريبة الماضية علمان من أعلام أريتريا الأزهريين، وهما سماحة الشيخ الأمين عثمان - مفتي أريتريا - وفضيلة الشيخ إبراهيم ديني - داعية مبتعث إلى أوغندا وكينيا. وبرحيلهما أسدل الستار - أو كاد يسدل - على حقبة علمية مباركة، تركت آثارها النيرة في ربوع أريتريا وفي عقول أجيالها الفتية. وبما أنني كنت من ذلك الجيل الذي تربى على موائد هؤلاء العلماء، وتحقيقاً لقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) "لا يشكر الله من لا يشكر الناس"، رأيت أن أسطر هذه الكلمات للتنويه بدور هؤلاء الأعلام، والإشارة إلى آثارهم المباركة. وهذا المقال مبني على تجربتي التعليمية المبكرة في أريتريا، وخاصة في أسمرة، وعلى قراءات سريعة، وليس على دراسة ميدانية واسعة، وهي مساهمة متواضعة يراد منها الإشارة لا الحصر

لا أكون مبالغاً إذا قلت إن أريتريا في تاريخها لم تشهد زخماً علمياً مثلما شهدته في الفترة الواقعة ما بين 1940م إلى 1975م. ولا أكون مبالغاً أيضاً إذا قلت إن كثيراً من الدول الأفريقية المسلمة لم يتوفر لها من العلماء والأساتذة مثلما توفر لأريتريا في تلك الفترة. ورغم مضي الأيام، فإنني لا زلت أتذكر ما لا يقل عن ثلاثين عالماً أريترياً أزهرياً، كانوا في فترات متقاربة، أكثرهم يقطن في مدينة أسمرة. 
والرحلة في طلب العلم لها جذورها البعيدة في أريتريا، وفي السابق كانت تتجه نحو اليمن، والحجاز، والسودان، وأحياناً إلى الحبشة. ومن أبعد الرحلات العلمية المدونة، كانت رحلة العلامة الشيخ محمد صالح الأبريعاوي (توفي عام 1940) إلى جامعة ديوبند في الهند. وفي بداية فترة العشرينيات من القرن المنصرم، ظهرت رغبة ملحة لدى جمهور من الشباب الأريتري للاتجاه نحو مصر للالتحاق بالأزهر لتلقي العلم. وكان أغلب هؤلاء الشباب من الأرياف والمرتفعات، ولعل تحسن سبل المواصلات في العصر الإيطالي كان عاملاً مساعداً. وكان خط سيرهم يتجه من البادية إلى السودان، ومن السودان إلى مصر، ثم الأزهر الشريف. 
هذه الكوكبة من طلاب وخريجي الأزهر يمكن تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة رواق الجبرتة، ومجموعة مدينة البعوث الإسلامية. المجموعة الأولى أدركت سكنى رواق الجبرتة الذي كان مخصصاً لطلبة العلم القادمين من شرق أفريقيا، وهو رواق قديم لا تتوفر فيه المرافق الحديثة. المجموعة الثانية أدركت سكنى مدينة البعوث الإسلامية التي أنشئت بعد الثورة المصرية لسكنى الطلبة الوافدين، وكانت مجمعاً سكنياً تتوفر فيه المرافق الحديثة.
من أوائل دفعات مجموعة رواق الجبرتة كان ثلة من العلماء الذين عادوا إلى إريتريا في العصر الإيطالي، وتولوا مهاماً كبيرة فيها، منهم:
  • القاضي علي عمر عثمان*: تولى القضاء في مدن عديدة، وكان من مؤسسي حزب الرابطة الإسلامية، وعضو البرلمان الإريتري. عاد إلى إريتريا عام 1938، وتوفي عام 1969.
  • سماحة المفتي الشيخ إبراهيم المختار*: تولى مسؤولية دار الإفتاء، والقضاء، والأوقاف وغيرها. عاد إلى إريتريا عام 1940، وتوفي عام 1969.
  • القاضي إدريس حسين سليمان*: تولى مشيخة المعهد الإسلامي، ورئاسة محكمة الاستئنافات الشرعية بأسمرة. عاد إلى إريتريا عام 1944، وتوفي في أواسط السبعينيات.
  • الشيخ سليمان الدين أحمد: كان أول مدير لمدرسة حرقيقوا الإسلامية، وعضو المحكمة العليا. عاد إلى إريتريا عام 1940، وتوفي في أواخر السبعينيات.
تتالت الأفواج بعد الرعيل الأول، والفضل في ذلك يعود لظهور المؤسسات الإسلامية في إريتريا وانتظامها، وحاجة هذه المؤسسات إلى العلماء، وقيام الأزهر بتغطية مرتبات من التحق بسلك التعليم. وقد بدأ الأزهر بإرسال العلماء المصريين في البداية، وقد أدركت واحداً منهم، وهو الشيخ محمد الدمرداش – شيخ المعهد الإسلامي بأسمرة – وقد سبقه العشرات. مع توفر العلماء الإريتريين المتخرجين من الأزهر، وتغير الظرف السياسي في إريتريا، تمّت الاستعاضة عنهم بالعلماء الإريتريين، واستمر الأزهر في دفع مرتبات هؤلاء العلماء الملتحقين بالمعهد حتى آخر من تبقى منهم.
هذه الكوكبة المباركة من العلماء توزعت أدوارها في مجالات متنوعة، منها:
– التدريس: وكان أكثرهم يدرس في المعهد الإسلامي ومدرسة الجالية العربية بأسمرة. وقد أسس أحدهم، وهو الأستاذ بشير، مدرسة الضياء في حي "أكريا" بأسمرة.
– القضاء: وقد تولى الكثير منهم قضاء المدن الإريترية المختلفة، وعمل بعضهم في محكمة الاستئنافات الشرعية العليا.
– الوعظ والإرشاد: كان بعضهم يقوم تطوعاً بالوعظ والإرشاد، ويقيم حلقات علمية في كافة العلوم الشرعية، وكانوا منارات زاهرة في الجوامع والمساجد.
– الخطابة: تولى عدد منهم منصب خطابة الجمعة، فكانوا نعم الخطباء من حيث المحتوى العلمي، وفصاحة اللسان العربي.
– الإفتاء: وقد تولى هذا المنصب سماحة الشيخ إبراهيم المختار، وسماحة الشيخ الأمين عثمان.
ولعلي أذكر هنا البعض ممن درست وتلقيت عليهم العلم – بالإضافة إلى سماحة الوالد – في دروس مدرسة المعهد الإسلامية، وفي حلقات المساجد، وخطب الجمعة. في مدرسة المعهد درست مبادئ العلوم الشرعية ومبادئ علوم اللغة العربية على عدد من المدرسين (انظر قائمة الأسماء في أسفل المقال)، وجلهم كانوا من علماء الأزهر. في دروس الجامع حضرت درس التفسير الذي كان يلقيه كل يوم أحد بعد صلاة العصر العلامة المفسر الشيخ عبدالله حسن، الذي ظل مواظبًا على درس التفسير لما يزيد على ربع قرن، حتى في أحلك الأيام في أسمرة، وقد تلقيت منه تفسير سور الحواميم السبع. حضرت أيضًا دروس الشيخ محمود (الذي اشتهر بشلتوت) في العقيدة، وبالأخص في البدعة، وتعريفاتها، ومجالاتها. كما حضرت مواعظ الأستاذ أنور في جامع الخلفاء – وكان يلقي دروسه بالعربية والتيجرينية – وكذلك الشيخ أحمد (الذي اشتهر بأحمد سنة) الذي كان أيضًا يحاضر باللغتين. ومن أكثر من استمعت إلى خطبهم المميزة الشيخ أحمد محمد، في جامع عمر بن عبد العزيز بحي "جزابندا" بأسمرة؛ والقاضي عثمان صالح عمر، خطيب جامع الخلفاء الراشدين. وممن عُرف بقول الشعر، وفصاحة العبارة، وحسن السمت الأستاذ عبد القادر إبراهيم، الذي كان زينة جامع أسمرة، والمقدم في مناسباتها.
وبعض هؤلاء الأعلام كانت له حلقات ودروس علمية خاصة تُقام في المنازل، استفاد منها الكثيرون. وقد حضرت بعضًا من هذه الحلقات العلمية، منها الحلقة المنزلية للأستاذ عبد القادر إبراهيم. وكان البعض من هؤلاء العلماء يقوم برحلات علمية إلى البوادي والأرياف، لتعليم الناس وتوعيتهم. هذا غيض من فيض، فما من هؤلاء الأعلام إلا وكان له دور – ما بين مقل ومكثر - في محاضرات عامة، ومناسبات خاصة، ومواسم رمضان، والمناسبات الإسلامية. وكان هؤلاء العلماء، بعمائمهم الأزهرية، وبطلعاتهم المباركة، درة في جبين أسمرة؛ أحيوا المساجد، وعمروا المدارس، وأعادوا للقضاء مكانته، وللعربية رونقها، وللعلوم الشرعية بهاءها، وللمنبر تألقه. عمروا مكتبة المعهد الإسلامي الزاخرة بكتبهم التي تبرعوا بها، والتي نهل منها جيلنا علوم العربية والثقافة الإسلامية، وهي لا تزال باقية إلى يومنا هذا صرحًا علميًا مميزًا، يرجع إليه العلماء والدارسون. تعاملوا مع العوام باللطف والحكمة، فصححوا لها مفاهيمها بحنكة وروية، بعيدًا عن التجريح والتبديع وإثارة الفتن. عرفوا مجتمعهم - وقد نشأوا في جنباته - فتعاملوا مع واقعهم تعاملًا يتناسب معه، دون اجترار أعراف مجتمعاتهم التي درسوا فيها، فكانوا بذلك علماء حكماء عقلاء. وكان من الممكن أن يتسع عطاء هذه الكوكبة من أهل العلم لولا ما فُرض عليهم من تضييق وحصار. فقد اعتقلت السلطات عددًا منهم لفترات متراوحة، واستجوبت آخرين، وطردت بعضهم من الوظائف القضائية، وأجبرت الشيخ الدمرداش المصري على مغادرة البلاد. وقد اضطر البعض منهم لمغادرة البلاد مبكرًا، كالشيخ موسى أرحو - المدرس بالجالية العربية. ومن العلماء الذين تم اعتقالهم مرات عديدة وتم التنكيل بهم، فضيلة الشيخ صالح حامد، مدير مدرسة الجالية العربية، وخطيب جامع عبد القادر الجيلاني بأسمرة. وقد اعتُقل للمرة الأخيرة في أيام منجستوا في منتصف السبعينيات، وتم تصفيته في السجون السرية، دون أن يُعثر له على أثر بعدها.
بعد احتدام المعارك حول أسمرة في عام 1975م، واشتداد وطأة نظام منجستوا، غادر الكثير ممن بقوا من هذه الكوكبة العلمية إلى السودان، فاحتضنهم جهاز التعليم الإريتري التابع لقوات التحرير الشعبية - الذي كان يرأسه الأستاذ محمود سبى - فقاموا بمهام التدريس في معسكرات اللاجئين ومدن السودان، ونشروا العلوم بين أهلها. وبعد رحيل هؤلاء العلماء من أسمرة، وتتابع وفيات من بقي منهم، أًقفرت أسمرة من أهل العلم وترهلت المؤسسات التعليمية الإسلامية. ومع بداية السبعينات، بدأت الوجهة لطلب العلم تتجه إلى السعودية بدلاً من مصر، وقد التحق عدد من الشباب الإريتري بجامعات المدينة وأم القرى وجامعة الإمام محمد بن سعود. ومع تغير الظرف السياسي في إرتريا، فإن عودة خريجي الجامعات الإسلامية إلى إرتريا تقلصت بشكل كبير، ولم يعد منهم إلا القليل. وفيما يلي قائمة بأسماء بعض من عاصرتهم - بالإضافة إلى الأربعة الذين ذكرتهم سابقًا - وكلهم من حملة الشهادة العالمية من الأزهر، والبعض منهم من حملة الماجستير أو تخصصات ما بعد التخرج. والقليل من هؤلاء كانوا من خريجي دار العلوم (جامعة القاهرة لاحقًا)، والقليل منهم التحق بالأزهر ولكنه لم يُكمل دراسته فيها.
1- الشيخ الأمين عثمان*، قاضٍ بمحكمة الاستئناف الشرعية، وخطيب جامع خالد بن الوليد بحي "مادشتوا" في أسمرة، والمفتي الثاني لإريتريا.
2- الشيخ محمد سراج أحمد*، مدير مدرسة المعهد الإسلامي، وسكرتير جبهة العلماء الإريترية.
3- الشيخ أحمد محمد، المدرس بمدرسة المعهد الإسلامي، وخطيب جامع عمر بن عبد العزيز.
4- الشيخ صالح حامد*، مدير مدرسة الجالية العربية، وخطيب جامع عبد القادر الجيلاني.
5- الأستاذ عبد القادر إبراهيم*، المدرس بمدرسة الجالية العربية.
6- الشيخ علي ياسين، المدرس بمدرسة المعهد الإسلامي.
7- الشيخ إبراهيم ديني، مدرس بالجالية العربية، ومدرس في معسكرات اللاجئين، وداعية منتدب من قبل رابطة العالم الإسلامي إلى أوغندا وكينيا.
8- الشيخ أحمد محمد درسا، المدرس بمدرسة الجالية العربية.
9- الشيخ أدم محمد علي الهرري، المدرس بمدرسة المعهد الإسلامي.
10- الشيخ محمود محمد موسى، المدرس بمدرسة الجالية العربية، ومدرس بمعسكرات اللاجئين.
11- الشيخ موسى أراحوا، المدرس بمدرسة الجالية العربية، ومدرس في معسكرات اللاجئين.
12- الشيخ أحمد… –المشهور بأحمد سنة-، المدرس في مدرسة المعهد الإسلامي.
13- الشيخ محمود أحمد عمر، المدرس في مدرسة المعهد الإسلامي.
14- الشيخ محمود شلتوت، المدرس في مدرسة المعهد الإسلامي.
15- الشيخ عبد الله محمد حسن، المدرس في مدرسة المعهد الإسلامي.
16- الأستاذ أنور، المدرس في مدرسة المعهد الإسلامي.
17- الأستاذ محمد علي، مدير المكتبة الإسلامية، ومدرس في مدرسة الجالية العربية، ومدرس في معسكرات اللاجئين.
18- الأستاذ إسماعيل، المدرس في مدرسة الجالية العربية، ومدرس في معسكرات اللاجئين.
19- الشيخ صالح عمر أحمد، المدرس في مدرسة المعهد الإسلامي.
20- الأستاذ محمود عمر، المدرس في مدرسة المعهد الإسلامي.
21- القاضي عثمان صالح عمر، قاضي أسمرة، وخطيب جامع الخلفاء.
22- القاضي يوسف، قاضي دقي أمحرى وغيرها.
23- الأستاذ محمد بشير، مؤسس ومدير مدرسة الضياء.
24- الأستاذ محمد نعمان، المدرس في مدرسة الجالية العربية، ومدرس في معسكرات اللاجئين.
25- الأستاذ سليمان عبد القادر، مدرس في مدرسة الجالية العربية، ومدير مدرسة الجالية العربية في أديس أبابا.
26- الشيخ إدريس خيرى، المدرس في مدرسة المعهد الإسلامي.
27- الأستاذ نافع تشيواي، المدرس في مدرسة الجالية العربية، ومدرس في مدرسة إسلامية في أمريكا.
 
وهناك خمسة آخرون لا أذكر أسمائهم كانوا ضمن هذه المجموعة، وبعضهم لا أتذكر إلا اسمه الأول أو الأخير. هؤلاء هم أساتذة وأعلام جيلنا، أسطر هذه الكلمات عرفانًا بفضلهم، وتقديرًا لجهودهم. وقديماً قال شوقي:
قم للمعلم وفه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا!
رحلوا عن دنيانا، ولكن آثارهم لا تزال باقية في أجيال ربوها، وعلوم نشروها، ومفاهيم صححوها، وسنن خير أحيوها، وآثار علمية خلفوها؛ فجزاهم الله عنا كل خير، وجعل الجنة مأواهم ومستقرهم!
تنويه: هناك علماء آخرون لم أذكرهم إما لعدم معاصرتي لهم، أو عدم لقائي بهم، واكتفيت هنا بمن عرفتهم، ومن درس وتخرج في الجامعات الإسلامية.
: هولاء تراجمهم مذكورة في موقع*
https://mukhtar.ca/
0 Comments



Leave a Reply.

  • Timeline in history
    • Timeline - Eritrea
    • TIMELINE - MANITOBA
  • Author Resources
    • Articles
    • Author Reflections
  • عربي
    • خواطر المؤلف
    • مقالات
    • محطات تاريخية إريترية